مدونة سودانية تتحدى نظام البشير

نجلاء السيد أحمد، مدونة وناشطة سياسية وحقوقية، تعرضت للاعتقال والاحتجاز أكثر من مرة، فهى كانت واحدة من النشطاء الذين صوروا الوقفات الاجتجاجية التى اندلعت بعد مقتل «عوضية»، لترفع مقاطع فيديو لقوات الشرطة وهى تعتدى على المواطنين وتلقى القبض على بعضهم، بالإضافة إلى تكسير كاميرات الفيديو التى صورت الحدث، وهو ما جعل الأمن يتعقبها بعد ذلك لدرجة مداهمة منزلها وإلقاء القبض عليها. «الوطن» التقت بنجلاء داخل مستشفى الخرطوم التعليمى بعد حالة الإعياء التى دخلت فيها نتيجة امتناعها عن الطعام. جلست داخل غرفتها، وأمسكت بهاتفها المحمول محاولة معرفة آخر تطورات الأحداث على الساحة السياسية، فقوات الأمن ألقت القبض عليها قبل بدء الاحتجاحات بيومين، حيث داهمت شقتها وقامت باحتجازها لمدة 4 أيام متتالية، تذهب فى التاسعة صباحاً على أن يطلقوا سراحها فى العاشرة مساء. تتركها قوات الأمن فى مكان مكشوف حيث أشعة الشمس المتعامدة، فترفض نجلاء تناول الطعام قائلة لقوات الأمن: «لن آكل من هذا الطعام الذى اشتريتموه بقوت الشعب السودانى». سقطت بعدها نجلاء، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقى العلاج تاركة خلفها 4 أولاد فى مراحل تعليمية مختلفة أكبرهم فى المرحلة الإعدادية، تتذكر الوقت الذى داهم فيه ثمانية من أفراد الشرطة منزلها منذ 6 أشهر، حيث جرى أولادها الأربعة واختبأوا على سرير واحد فيما قامت القوات بتفتيش المنزل ومصادرة جهاز كميوتر ثابت و3 أجهزة محمولة بالإضافة إلى 4 كاميرات فى محاولة لمنعها من تغطية أحداث الحراك السياسى السودانى.

لم تجد نجلاء معها سوى هاتفها وشريحة صغيرة قررت بهما مواصلة نشاطها، فهى عضو مؤسس فى حركة «قرفنا» وجمعية «لا لقهر النساء»، كانت تتوجه إلى مكان الاحتجاجات وتستعير من أصدقائها هاتفا ذا كاميرا عالية الجودة، تضع فيه الشريحة وتغطى الأحداث، ثم تذهب لرفعها على مدونتها وقناتها على «اليوتيوب»، وهو ما جعل الأمن يستهدفها ويعتدى عليها ضرباً عند تغطيتها لمسيرة الطلاب الاحتجاجية على مقتل زميل لهم يدعى عبدالحكيم عبدالله موسى على أيدى طلاب تابعين لحزب المؤتمر الحاكم. نجاح الاحتجاجات السودانية أمد نجلاء بأمل شديد جعلها تأكل وتتعافى حتى تشارك زملاءها استكمال ثورتهم، وخاصة تحت ظل حركة «قرفنا» التى ظهرت فى 2010 لمواجهة الحزب الحاكم فى انتخابات 2010. تمسك هاتفها، تدخل على مدونتها وحسابها على موقع «الفيس بوك»، تطمئن أصدقاءها على صحتها، وتتعهد لهم بمواصلة كفاحها فى صف الثوار.