الصفحة الرئيسية » » حسابات تركيا الجديدة في سوريا بعد التقارب مع روسيا وإيران

حسابات تركيا الجديدة في سوريا بعد التقارب مع روسيا وإيران




نشر موقع “ستراتفور” تقريرا تحدّث فيه عن تداعيات التقارب بين كل من روسيا وتركيا على منطقة الشرق الأوسط خاصة وأنهما بصدد التخطيط للقيام بضربات مشتركة ومحتملة ضدّ تنظيم الدولة.
وذكر الموقع أن الاجتماعات التي انطلقت في كلّ من تركيا وروسيا في سانت بطرسبرغ ركزت بشكل خاص على كيفية معالجة الصراع السوري في إطار “الآلية الثلاثية” التي تضم دمشق. وتجدر الإشارة إلى أن إيران أيضا ترغب في الانضمام إلى هذه الثلاثية، كما تفيد الشائعات بأن الحوار بين إيران وروسيا وتركيا يمكن أن يتوسع قريبا ليشمل بشكل مباشر سوريا.
صفقات محتملة
وأشار الموقع إلى أن إمكانية إبرام صفقة مع تركيا حول الحرب الأهلية السورية تعدّ فرصة ذهبية بالنسبة لدمشق وحلفائها نظرا لأنها تلعب دورا محوريا في تمويل المعارضة التي تقاتل ضدّ حكومة الأسد. ومن دون دعم تركيا ستكون المعارضة- التي خسرت مؤخرا الأرض في الجنوب وحولت تركيزها نحو الشمال ومدينة حلب- أضعف بكثير في مواجهة الهجمات التي يشنّها الموالون لإيران وروسيا.
ومن المتوقع أيضا أن تركيا ستنضم إلى كلّ من إيران وروسيا بهدف تحقيق الأهداف المشتركة، بما في ذلك احتواء كلّ من تنظيم الدولة والأكراد المتمردين. فمن المنطقي بالنسبة لتركيا وضع خلافاتها مع روسيا وإيران بشأن بعض جوانب الصراع السوري جانبا والتعاون فيما بينهم نظرا للمصالح المشتركة التي تجمع بين جميع الأطراف.
فعلى سبيل المثال، تركيا، مثلها مثل روسيا، لديها علاقات اقتصادية كبيرة مع إيران؛ وفي 10 أغسطس/آب الجاري، أعلن وزير الجمارك التركي أنه منذ رفع العقوبات عن إيران في يناير/كانون الثاني، ارتفعت نسبة التجارة بين البلدين بنسبة 30 في المائة. وتجدر الإشارة إلى أن كلا البلدين يرغبان في الاستمرار في تعزيز هذه العلاقات.
وأضاف الموقع أنه يمكن للأتراك إبرام صفقات مع الروس والإيرانيين دون أن يوقفوا دعمهم للمعارضة. في الواقع، إذا ساعدت تلك الصفقات تركيا على اكتساب القدرة للدخول إلى ساحة المعركة السورية، فإنه سيكون بإمكان أنقرة نشر قواتها الجوية في شمال سوريا ضدّ تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب.
المصالح أولا
وفي أي مفاوضات، فإن جميع الأطراف المعنية ستحاول تعزيز مصالحها الخاصة. وخلال عملية التصالح مع روسيا، تريد تركيا إزالة العقبات في شمال سوريا التي تمنعها من استهداف تنظيم الدولة والميليشيات الكردية وتعزيز اقتصادها. كما تسعى، من خلال اقتراحها شن ضربات مشتركة مع روسيا ضد تنظيم الدولة، إلى أن تقلل من خطر الانتقام من روسيا حول ما تقوم به في سوريا.
وفي المقابل، روسيا عازمة على الحفاظ على رقابة مشددة داخل ساحة المعركة السورية؛ حيث أن كلا من روسيا وإيران يمكن أن تستفيدا من التحالف مع تركيا – حليفة الولايات المتحدة والعضو في حلف الناتو – لجعلها تبدو كما لو أن الولايات المتحدة هي الطرف الغير منطقي والوحيد في سوريا. وبالتالي، يبدو أن مصالح روسيا تتعارض مع بعضها البعض على الرغم من أنها بصدد الاستجابة لاقتراحات تركيا، ما من شأنه أن يساهم في تحديد مسار الصراع السوري.
وبيّن الموقع أن هناك اجتماعات من المقرر عقدها بين الحكومتين التركية والسورية عبر الوساطة الإيرانية. وعلى الرغم من أن تركيا لن تدعم مطلقا الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها قد تقرر أن تتحدث مباشرة مع الأسد أو تدعم حكومة انتقالية من شأنها أن تضمه.
أما بالنسبة لإيران، فإن دعم الأسد يعدّ جزءا هاما من استراتيجيتها الإقليمية، ومن مصلحة إيران الحفاظ على هذه العلاقة. وتجدر الإشارة إلى أن الشيء الوحيد الذي من الممكن أن تتفق حوله كل من سوريا وتركيا هو معارضتهما لوحدات حماية الشعب.
حسابات أخرى
وذكر الموقع أن هناك ضررا محتملا من الممكن أن يلحق بعلاقة تركيا المتوترة بالفعل مع الولايات المتحدة وشركائها الآخرين في حلف شمال الأطلسي، خاصة وأن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي مهمة لكل من أنقرة والناتو، لذلك ستكون تركيا مما لا شك فيه أكثر حذرا حول كيفية تطور العلاقات الجديدة مع روسيا وإيران، اللتان تعدّان خصوم منظمة حلف شمال الأطلسي.
وبيّن الموقع أن تركيا لا تحاول تحدّي الولايات المتحدة الأمريكية عبر إنشاء تحالفات إقليمية معارضة لواشنطن. فحتى الولايات المتحدة أصبحت تفكّر في توسيع نطاق تعاونها مع روسيا حيث أنه من المنطقي في ظلّ وجود نزاع معقد كما هو الحال في سوريا، أن تقوم البلدان المعنية باستكشاف الخيارات المتاحة أمامها من تنازلات تكتيكية، حتى وإن تعارضت مصالحها الاستراتيجية تعارضا جذريا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أخترنا لك

تحميل فيلم ملك الرمال

الأكثر قرأة

الأرشيف