غياب الخلافة الإسلامية .. سببه العلماء
لفضيلة الشيخ المحدث
مساعد بن بشير بن علي(حفظه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
غياب الخلافة سببه العلماء
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد, ومن يضلل الله فلا هادي له. وأشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله صلّ الله عليه وآله وصحبه وسلم.
أما بعد...
فإن غياب الدولة الإسلامية والخلافات الراشدة عن حياة المسلمين وعن الناس جميعا سبَّبَ شرخاً كبيراً بل شروخاً واسعة جعل إعادتها كأنّه نوعٌ من الخيال؛ مع ما أصاب أهل الإسلام علي وجه الخصوص الوهن والضعف التامَّ في التصور؛ لأن تصور الشئ مفتاح للشئ والتصور أصل وهو فهم المسألة وفهم السؤال كما يقال تصوره وفهمه هو الَّلَبُّ، ومِن أسوأ ما يَمُرُّ بحياة أهل الاسلام، العلماء الذين يُظنُّ بهم بانهم أفضل الناس وقادة الناس ((وشهداء الله في الأرض)) وذكرهم الله عز وجل في أفضل مواضع الذكر والتوحيد ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ.)) آل عمران، والقسط هو العدل والميزان ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) الحديد، وذكر الله العلماء في مقام الرد علي الباطل في أعظم المواقف ((الساعة, القيامة, اللبث في الارض)) في الرد علي المجرمين، ((وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ. وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) الروم
أرى والله أعلم يجب علينا إعداد علماء ربانيين وطلاب علم وارثين، إذْ بهم الله يجعل النَّصْرَ والتمكين، وعجلة الاسلام ما عَطَّلَها إلَّا علماء السوء المرجئة الذين رضوا بِأن يكونوا عبيداً للحكام ومع ذلك الحكام يلفظونهم إذا ما أدوا دورهم وبحثوا عن غيرهم لأن قواهم وعلمهم الذين وظفوه لهؤلاء الكفرة الطواغيت نَفَدَ.
العلما الذين هم بهم تقومُ الدعوة كما وصفهم الله ((الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا)) الاحزاب
((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كونوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)) وفي قراءة " بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ " ((وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) آل عمران
الدعوة الاسلامية تحتاج لدعاة تمثلوا الإسلام مثل مؤمن آل فرعون ومؤمن آل ياسين، وليسوا هؤلاء المرقعين الذين لا يرون بأساً بأنْ يحكمهم الكافر ويرون ولايتهم ما دام أنه تَغَلَّبَ ولا يرون الخروج علي واضعي القوانين الوضعية ويرون التشريع يمكن ان يُنسب للشعب أو الحاكم أو القضاة، وأجَلَّ تجربة عندهم تجربة الاخوان المسلمين التي يراها كثيرٍ مِمَّن يُدعي له العلم بأنه التجربة المُثلي "وإنما هي أسوأ من تجربة العلمانية لأنها شهادة زور يشهدون علي أنَّ الوثنية والحضارات الإنسانية والتراث من حيث هو والثقافات البشرية ولا سيما الممزوجة بشئ من الاسلام هي أمثل وأفضل ما يُقدَّمُ باسم الاسلام.؟
ولذلك أري والله اعلم ان نبدأ البداية والانطلاقة من " بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغربــاء " رواه مسلم؛ نحن اليوم نمثل الغربة الكاملة للدين في جميع نواحيه ليست جانباً معيناً من الفكر والرؤية فلا نفكِّر بعقولنا وإنما نفكر بعقول أهل الكفر المستوردة كما تسمي الايدولوجيات وهكذا حتي لا نستطيع ان نسميها بالتسمية الإسلامية؛ للإنهزام الذي صار هو أصل هويتنا لا ينفك عنَّا؛ نريد إعادة الإسلام إلَّا عن طريق وطريقة أهل الكفر؛ يا لها من داهية اصابتنا وأول ما أصابت أهل العلم وهم عافية المسلمين ونورهم الذي يسعون به الي مولاهم لأنهم القائمون علي دين الله وتوظيفه في حياة أهل الاسلام. إنا لله وإنا اليه راجعون اللهم ابدلنا خيراً منهم وآجرنا في مصيبتنا.
لفضيلة الشيخ المحدث
مساعد بن بشير بن علي(حفظه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
غياب الخلافة سببه العلماء
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد, ومن يضلل الله فلا هادي له. وأشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله صلّ الله عليه وآله وصحبه وسلم.
أما بعد...
فإن غياب الدولة الإسلامية والخلافات الراشدة عن حياة المسلمين وعن الناس جميعا سبَّبَ شرخاً كبيراً بل شروخاً واسعة جعل إعادتها كأنّه نوعٌ من الخيال؛ مع ما أصاب أهل الإسلام علي وجه الخصوص الوهن والضعف التامَّ في التصور؛ لأن تصور الشئ مفتاح للشئ والتصور أصل وهو فهم المسألة وفهم السؤال كما يقال تصوره وفهمه هو الَّلَبُّ، ومِن أسوأ ما يَمُرُّ بحياة أهل الاسلام، العلماء الذين يُظنُّ بهم بانهم أفضل الناس وقادة الناس ((وشهداء الله في الأرض)) وذكرهم الله عز وجل في أفضل مواضع الذكر والتوحيد ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ.)) آل عمران، والقسط هو العدل والميزان ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) الحديد، وذكر الله العلماء في مقام الرد علي الباطل في أعظم المواقف ((الساعة, القيامة, اللبث في الارض)) في الرد علي المجرمين، ((وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ. وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) الروم
أرى والله أعلم يجب علينا إعداد علماء ربانيين وطلاب علم وارثين، إذْ بهم الله يجعل النَّصْرَ والتمكين، وعجلة الاسلام ما عَطَّلَها إلَّا علماء السوء المرجئة الذين رضوا بِأن يكونوا عبيداً للحكام ومع ذلك الحكام يلفظونهم إذا ما أدوا دورهم وبحثوا عن غيرهم لأن قواهم وعلمهم الذين وظفوه لهؤلاء الكفرة الطواغيت نَفَدَ.
العلما الذين هم بهم تقومُ الدعوة كما وصفهم الله ((الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا)) الاحزاب
((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كونوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)) وفي قراءة " بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ " ((وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) آل عمران
الدعوة الاسلامية تحتاج لدعاة تمثلوا الإسلام مثل مؤمن آل فرعون ومؤمن آل ياسين، وليسوا هؤلاء المرقعين الذين لا يرون بأساً بأنْ يحكمهم الكافر ويرون ولايتهم ما دام أنه تَغَلَّبَ ولا يرون الخروج علي واضعي القوانين الوضعية ويرون التشريع يمكن ان يُنسب للشعب أو الحاكم أو القضاة، وأجَلَّ تجربة عندهم تجربة الاخوان المسلمين التي يراها كثيرٍ مِمَّن يُدعي له العلم بأنه التجربة المُثلي "وإنما هي أسوأ من تجربة العلمانية لأنها شهادة زور يشهدون علي أنَّ الوثنية والحضارات الإنسانية والتراث من حيث هو والثقافات البشرية ولا سيما الممزوجة بشئ من الاسلام هي أمثل وأفضل ما يُقدَّمُ باسم الاسلام.؟
ولذلك أري والله اعلم ان نبدأ البداية والانطلاقة من " بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغربــاء " رواه مسلم؛ نحن اليوم نمثل الغربة الكاملة للدين في جميع نواحيه ليست جانباً معيناً من الفكر والرؤية فلا نفكِّر بعقولنا وإنما نفكر بعقول أهل الكفر المستوردة كما تسمي الايدولوجيات وهكذا حتي لا نستطيع ان نسميها بالتسمية الإسلامية؛ للإنهزام الذي صار هو أصل هويتنا لا ينفك عنَّا؛ نريد إعادة الإسلام إلَّا عن طريق وطريقة أهل الكفر؛ يا لها من داهية اصابتنا وأول ما أصابت أهل العلم وهم عافية المسلمين ونورهم الذي يسعون به الي مولاهم لأنهم القائمون علي دين الله وتوظيفه في حياة أهل الاسلام. إنا لله وإنا اليه راجعون اللهم ابدلنا خيراً منهم وآجرنا في مصيبتنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق