الصفحة الرئيسية » » محللون إسرائيليون: خطأ جسيم وراء فشل الانقلاب في تركيا

محللون إسرائيليون: خطأ جسيم وراء فشل الانقلاب في تركيا



أرجع محللون إسرائيليون فشل الانقلاب العسكري في تركيا إلى عدة أسباب، وعلى رأسها ما قالوا إنه خطأ وقع فيه المتمردون على حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، لافتين إلى أنه كان ينبغي عليهم في حال أرادوا النجاح البدء باعتقال الرئيس التركي كخطوة أولى، وعدم منحه الفرصة للاتصال بوسائل الإعلام وتوجيه رسائل للجيش ومؤيديه.
ولفت رون بن يشاي، محلل الشؤون العسكرية بصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الحديث يجري عن سوء تخطيط، وأنه لو كان الانقلابيون قد بدأوا تحركهم باعتقال أردغان، لتغيرت أمور كثيرة، لكنهم ركزوا على أمور أخرى، ومنحوه الفرصة للتحدث إلى وسائل الإعلام لينجح في حشد الجماهير التي كانت حتى لحظة ظهوره في حالة من عدم اليقين.
واعتبر بن يشاي أن ظهور أردوغان في الإعلام التركي وحثه الجماهير المؤيدة له على النزول للشوارع منحهم دفعة كبيرة في وقت كانوا يعيشون فيه صدمة، ولا يدركون ما الذي يحدث بالتحديد وما هو حجم القوات التي تقود التمرد.
الحشود نزلت بعد تردد
وذهب محلل الصحيفة الإسرائيلية إلى أن التطور الأهم كان حين استجابت الحشود المؤيدة لدعوة الرئيس التركي ونزلت بلا تردد إلى الشوارع، ودخلت في مواجهات مع قوات الجيش التي كانت قد انتشرت في الشوارع، وهنا أصبح من الصعب الحديث عن نجاح التحرك العسكري، حيث وجد الانقلابيون أنفسهم أمام حشود هائجة، يبدو وأن مخططي الانقلاب لم يضعوها في الحسبان.
وأشار إلى أن الجنود في هذه الحالة لن يرغبوا في الاشتباك مع المواطنين أو إطلاق الرصاص عليهم بشكل جماعي، وبالتالي أصبحت الغلبة للجماهير المؤيدة للرئيس التركي، مضيفا أنه “في اللحظة التي وجد فيها الجنود الانقلابيون حشود الجماهير الغاضبة فشل الانقلاب”.
مسرحية أم مؤامرة؟
وأوضح البروفيسور درور ذئيفي، الباحث في التاريخ والخبير في الشؤون التركية، والذي كان متواجدًا بأحد الفنادق في العاصمة التركية أنقرة لحظة بدء الانقلاب العسكري، أن هناك اعتقادًا سائدًا بأن كل ما حدث ما هو سوى مسرحية، أو مؤامرة يقودها أردوغان لكي يحول نفسه إلى زعيم أوحد بدون أي قيود أو معارضين.
وبين أنه شخصيا لا يميل إلى تصديق فرضية أن أردوغان هو من يقف وراء ما حدث، لكن الأتراك بصفة عامة يميلون دائما لتصديق نظرية المؤامرة.
ووصف ذئيفي الأحداث التي شهدتها ليلة السبت، بأن الحديث يجري عن “لحظات تعبر عن ورطة كبرى”، مضيفا أن المساجد كانت تدعو الأتراك للنزول إلى الشوارع، ولا سيما عقب ظهور الرئيس التركي بوسائل الإعلام، وحديثه الهاتفي الذي دعاهم خلاله للنزول.
العودة إلى عهد أتاتورك
واعتبر أن الحديث يجري عن لحظات مهمة جدا في تاريخ تركيا، وتشكل نهاية لمرحلة طويلة، وأنه منذ عهد كمال أتاتورك وحتى اليوم، كان الجيش التركي هو من يقود محاولات إعادة البلاد إلى الطابع العلماني الموالي للغرب.
وتابع أن محاولة الانقلاب هذه المرة التي قادها على ما يبدو فصيل من الجيش التركي جاءت بهدف الحفاظ على إرث أتاتورك وإعادة تركيا لمسارها السابق، لكن القصة انتهت بتحول تركيا إلى بلد من نوع آخر تماما.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أخترنا لك

تحميل فيلم ملك الرمال

الأكثر قرأة

الأرشيف