الصفحة الرئيسية » » الإعلام العربي وتركيا.. العرس هناك واللطم هنا

الإعلام العربي وتركيا.. العرس هناك واللطم هنا



كان طبيعيا ومتوقعا أن ينزل بعض شباب الشام إلى الشارع مساء أمس الجمعة، ليحتفلوا ببيانات نجاح المحاولة الانقلابية التركية، وفق ما كانت تتوافق عليه وكالات الأنباء التي استمرت تتحدث عن سيطرة الانقلابيين حتى فجر السبت، عندما تغير الموقف.
وأيضا كان طبيعيا ومتوقعا أن تكون دولة قطر أول المغتبطين بفشل الانقلاب وعودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وليس في ذلك ما يخرج عن السياق بين دول وأنظمة حليفة.
لكن الطريف في الدراما التركية التي حبست الأنفاس السياسية الإقليمية والدولية طوال ليلة طويلة، هو الطريقة التي عبرت فيها بعض وسائل الإعلام العربية عن تناوب مشاعر الصدمة والنشوة التي انتابتها وهي تتصرف خارج نطاق الموضوعية والحيادية.
وفي ذلك كانت وكأنها تستحضر أيام ستينات القرن الماضي عندما كانت الإذاعات والصحف أجهزة إعلامية ملحقة بدوائر الأمن والمخابرات 
فقد حصل بعد طهر اليوم أن مواقع إخبارية تصدر من لندن، محسوبة على عواصم عربية، فتحت معارك هجاء غير مهني فيما بينها وهي تتبادل تهم التشفي ودعاوي الرعاية الإعلامية للمحاولة الانقلابية، وتمارس في ذلك سلوكيات تخرق المألوف في أدبيات والأخلاقيات المهنية، من خلال إساءة استخدام لعبة السوشل ميديا والتلطي وراء مشاركات قراء وهميين.
مشكلة بعض الزملاء الإعلاميين الذين استوطنوا المهاجر وتكفلوا من هناك بمهمات توسيع الجروح وتلويثها، هي أنهم يجيدون إساءة استخدام السوشل ميديا وتوظيفها، لكنها لا يعرفون أنه صار بالإمكان رصد كل تسريبة أو فبركة أو تقويلة على الفيسبوك وتويتر، وأن هناك مؤسسات لديها من الكفاءة التقنية في رصد وتتبع ما يفعلونه بحيث تكشف درجة الفجور والعبث في الذي يقترفونه من إساءات للدول الشقيقة فيما بينها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أخترنا لك

تحميل فيلم ملك الرمال

الأكثر قرأة

الأرشيف