الصفحة الرئيسية » » جندي سعودي يغيّر النظرة النمطية عن بلاده في الإعلام

جندي سعودي يغيّر النظرة النمطية عن بلاده في الإعلام



لم يحظ تشييع جندي سعودي شيعي قضى في المعارك مع الحوثيين بتركيز إعلامي عربيًا وعالميًا، على خلاف المعتاد، في تغطية وسائل الإعلام العربية والعالمية التي ارتبطت دائمًا بالتركيز على الاحتجاجات والهجوم على الدوريات الأمنية في المنطقة الشرقية المعروفة بانتماء الكثير من أبنائها لهذا المذهب.
وأثار هذا الأمر، غضبًا واستهجانًا بالسعودية ضد كثير من وسائل الإعلام غير المحلية التي عمدت على الدوام على تصوير الإحساء وأبناء المنطقة الشرقية بمنطقة احتجاجات مناوئة للحكومة، فيما اعتبر هذا غير توازن في التغطية للأحداث المرتبطة بالشيعة السعوديين، ولا سيما أن تشيع الجندي يعد ذا مدلول كبير على انخراط الشيعة في المجتمع السعودي.
وتردد اسم مدينة الإحساء السعودية كثيرًا في وسائل الإعلام المحلية خلال اليومين الماضيين، لكن بعكس ما هو شائع عن المدينة التي ينتمي كثير من أبنائها للمذهب الشيعي، لم يكن الأمر مرتبطًا باحتجاج مناوئ للحكومة أو هجوم على دوريات الأمن.
واحتل تشييع أحد أبناء المدينة الشرقية، وهو رقيب في الجيش السعودي قضى في الحدود الجنوبية للمملكة التي تشهد معارك مع جماعة الحوثيين اليمنية، مكانة بارزة في تغطية وسائل الإعلام المحلية، لكن الحادثة غابت عن أي اهتمام إعلامي في الصحافة العربية والعالمية التي تركز في العادة على خسائر الجيش السعودي في حربه باليمن.
وقال إعلامي سعودي معروف لموقع “إرم نيوز” إن النظرة النمطية عن السعودية في وسائل الإعلام العربية والعالمية تكرس المنطقة الشرقية من المملكة كبؤرة للتوتر الطائفي في المملكة.
وأضاف الإعلامي أن تشييع الرقيب صادق حسين العواد الذي ينتمي للطائفة الشيعية، يثبت أن الشيعة السعوديين ليسوا كما تصورهم وسائل الإعلام العربية والعالمية كأقلية مناوئة للحكومة.
والرقيب صادق هو واحد من أبناء المنطقة الشرقية الكثر الذين ينخرطون منذ عقود في المؤسسة العسكرية والأمنية بالمملكة، لكن مثل هذه المعومات قلما تبرزها وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تحتل الأحداث الأمنية والاحتجاجات الشعبية النادرة في مدن المنطقة وقراها كالدمام والإحساء والقطيف اهتمامًا كبيرًا لديها.
وتقول تقارير محلية، إن التركيز على فئة مناوئة للحكومة لا يعكس الصورة الحقيقية لشيعة السعودية الذين يعملون في كل القطاعات، ويواجهون المشاكل الحياتية ذاتها التي يواجهها أبناء المملكة من سكن وبطالة وغيرها، وأن التركيز الإعلامي على كون الشيعة لا يشعرون بانتماء للمملكة أمر “مقصود وممنهج”.
وعنونت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، الأربعاء، في تغطيتها لخبر تشييع الرقيب صادق “شهيد الإحساء صادق العواد شاهد على وحدة السعوديين في الدفاع عن وطنهم”، فيما سردت صحيفة الرياض قصة حياته في الجيش التي انتهت باستشهاده بعد أن التحق مجددًا بالخدمة فور تعافيه من إصابة سابقة.
وفي السياق السعودي الغاضب من إهمال وسائل الإعلام العربية والعالمية لمثل هذه الأحداث، كتب الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود على حسابه في موقع “تويتر” “صادق حسين العواد أحد أبطال الحد الجنوبي، وهو من المذهب الشيعي استشهد بالحدّ الجنوبي دفاعًا عن وطنه السعودية”.
ومنذ انطلاق شرارة الربيع العربي قبل نحو 6 سنوات، نظم عدد من شيعة السعودية احتجاجات مناوئة للحكومة، تطورت في عدة مرات إلى هجمات مسلحة ضد رجال الأمن، وانتهت باعتقالات واسعة بينها اعتقال رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي أعدمته وزارة الداخلية مطلع العام الجاري تنفيذًا لحكم قضائي.
ويلقى كل حدث مناوئ للحكومة السعودية في المنطقة الشرقية، اهتمامًا واسعًا في وسائل الإعلام العالمية التي تسهب في شرح التفاصيل والتداعيات وتأثيرها على أسواق النفط وأسعاره، فيا يثير تغاضيها عن أحداث أخرى يبدو فيها شيعة المملكة سعودييون كغيرهم من أبناء البلد الخليجي، غضباً واستهجانًا في المملكة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أخترنا لك

تحميل فيلم ملك الرمال

الأكثر قرأة

الأرشيف