تظهر وثائق المخابرات الأميركية التي نشرها موقع ويكيليكس، عمق الترابط بين العمل الأمني ودور الصحافيين والمراسلين ووسائل الإعلام وخاصة تلك التي تأخذ طابع وشكل البلد المعادي فتصبح كـ«المستعربين»، أداة بأيدي الأجهزة الأمنية الأميركية و«الاسرائيلية». وحسب ما أظهرت تلك الوثائق، فإن العديد من شركات الاستخبارات والأجهزة الأمنية الأميركية والعالمية تستخدم عمل الصحافيين للتغطية على نشاطات عملائها، بالإضافة لتجنيد العديد من الصحافيين للعمل لمصلحتها وبناء مؤسسات إعلامية وتسخيرها بشكل سري لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في مناطق معينة من العالم!
وكشفت وثائق شركة ستراتفور الاستخباراتية المسربة، عن تجنيدها للعديد من العملاء في العالم كالمراسلين والصحافيين وموظفي شركات وغيرها، وزرع شبكة من الجواسيس حول العالم في الشركات والحكومات والسفارات عن طريق المال والجنس والضغط النفسي، ومن أسماء المخبرين للشركة في العالم، صحافيون ومستشارون عرب.
وقد وعد مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج أنه سينشر الحياة الخاصة والتفصيلية للجواسيس وكيف يكذبون على العالم، بالاضافة لكشف مراقبة شبكة «ستراتفور» الاستخباراتية للناشطين في العالم والمدونات ومسؤولي الشركات وتتبع تحركاتهم وحتى ملفاتهم الصحية.
وأكد أسانج أن «ستراتفور» تجند عشرات الصحافيين أو جواسيس على هيئة صحافيين، وتستعمل أساليب قذرة في التجنيد مثل الرشوة والفضائح الجنسية.
ومن أغرب ما كشفه مؤسس موقع «ويكيليكس» أن شركة «ستراتفور» الاستخباراتية تشتري المعلومات من موظفين في الحكومات وتعيد بيعها لحكومات أخرى ثم تعيد بيعها مرة أخرى.
أخطر الوثائق
وعمد المشرفون على ويكيليكس إلى نشر 194 وثيقة حتى الآن، من أصل خمسة ملايين سيتم نشرها تباعا في الأيام المقبلة، ومن أهم الوثائق التي تم تسريبها المتعلقة بشركة ستراتفور الاستخباراتية إلى الآن:
- وثيقة خطيرة من تسريبات ويكيليكس لشركة ستراتفور الاستخباراتية، توضح خطة هجوم العدو «الإسرائيلي» الغاصب على إيران في 48 ساعة وإسقاط النظام.
- وثيقة أخرى خطيرة تحتوي على تفاصيل الوضع الصحي لحسني مبارك والثورة المصرية والجيش والإخوان.
- وثيقة تكشف قيام بنوك أميركية بغسيل أموال لصالح منظمات المخدرات بـ70 مليار.
- وثيقة توضح أن الداعية الاميركي فيصل عبدالرؤوف يعمل مستشاراً للاستخبارات.
- وثيقة توضح أن الفيروس الالكتروني Stuxnet الذي أصاب الشبكة العنكبوتية الخاصة بمجمعات نووية إيرانية هو صناعة حكومية اميركية للتأثير في برنامج إيران النووي.
- وثيقة تكشف عن قيام «بنك واكوفيا» الاميركي بغسل المليارات لمصلحةعصابات مخدرات مكسيكية.
- وثيقة تكشف عن أن وزير الخارجية السويدي يعمل جاسوساً للحكومة الاميركية منذ 1970.
- وثيقة تحتوي على أسماء 15 جاسوساً صينياً يعملون لمصلحة شركة ستراتفور الاستخباراتية، داخل مؤسسات صينية.
- وثيقة توضح أنها تدفع لجواسيسها حول العالم عن طريق بنوك سويسرية وبطاقات مدفوعة لا يمكن تتبعها.
وأشار موقع ويكيليكس الى أنه سيتم نشر وثائق أخرى ستتضمن الأمور التالية:
- من عملاء -زبائن- شركة ستراتفور الاستخبارية، وزارة الدفاع السعودية وشركة أرامكو ومركز قطر المالي وقناة الجزيرة.
- من عملائها، وزارة الدفاع الاميركية وسلاح الطيران الاميركي والقوة الجوية الكندية والحرس الوطني النيوزيلندي.
- من عملاء شبكة ستراتفور، شركة بلاك ووتر المشهورة وجامعة فرجينيا في قطر.
- من عملائها، شركة أبل وسامسونج وسوني والعشرات من البنوك والسفارات والشركات الضخمة.
- من عملائها، شركة مايكروسوفت وانتل والشرطة الوطنية السويسرية.
عميل خاص!
وفي السياق نفسه، ذكر موقع المقاومة الأمني، أن أجهزة أمن المقاومة اعتقلت مؤخراً أحد العملاء «الخطيرين» الذي كانت مهمته الرئيسية متابعة وتقييم الأهداف التي يقصفها العدو اليهودي.
وقد أشارت التحقيقات التي نشرها موقع المقاومة الفلسطينية الأمني أن العميل «ي.و.» ارتبط مع العدو منذ العام 1998 وتم تكليفه بعدة مهام أبرزها كانت خلال انتفاضة الأقصى والحرب على قطاع غزة.
واعترف العميل أن المهمة الموكلة إاليه من قبل ضابط المخابرات «الاسرائيلي» المسؤول عنه كانت عبارة عن إعطاء الإحداثيات للعدو لتحديد الأهداف التي أقدمت طائرات العدو على قصفها، حيث كان يطلب منه التوجه بشكل سريع للأماكن التي يتم قصفها للتأكد من نجاح الضربات التي نفذتها طائرات العدو المقاتلة.
وحسب ما ذكر الموقع فقد أظهرت التحقيقات أن العميل «ي.و.» كان يعد تقرير أولي ميداني لضابط المخابرات عن حالة الهدف سواء كان بيتاً أم سيارة مستهدفة، أو غيرها، وعن نتائج الغارة ونتائجها من شهداء أو مصابين، موضحةً أنه كان يعد تقريراً أكثر تفصيلاً يتضمن أسماء وتفاصيل من كانوا داخل المكان المستهدف عبر جمع أحاديث الناس في المكان، إضافة لرصد الجهة التي تتوجه في الأيام التالية للمكان المستهدف.
واعترف العميل أنه رصد العديد من المواقع التابعة للمقاومة بعد قصفها من قبل قوات العدو المجرمة، إضافة لرفع تقرير مفصل عن عملية اغتيال قيادي عسكري كبير في المقاومة قبل عدة سنوات.
ولفتت التحقيقات إلى أن العميل «ي.و.» كُلف بعد الحرب على قطاع غزة بأيام قليلة برصد الأماكن البديلة للأجهزة الأمنية التي استهدفت خلال العدوان.
عملاء بأشكال مختلفة
من أبرز ميزات رجل الأمن والمخابرات، سرعته في التحول من حال لآخر ليكون قادراً على مواجهة كل الظروف الواقعة والمحتملة، وقدرته العالية على المواجهة باتزان وثبات خاصة في المواقف الخطرة والمعقدة، والمفاجئة.
في عالم الجاسوسية والمخابرات نجد أن عملية تجنيد عملاء وجواسيس سريين مسألة لا تعرف التوقف، وذلك نظراً لارتفاع مستوى التحديات القائمة والمقبلة، فهناك عدد من الأهداف تحتاج لمن ينجزها بهدوء دون أي اضطراب أو فزع بواسطة رجال أمنيين هم في حاجة للكثير للقيام بأدوار مختلفة لتحقيق الأهداف المعدة مسبقاً وفق الخطة المدروسة.
إذ يفضل رجال المخابرات في العالم تجنيد عملاء يمتلكون القدرة على التخفي والتمثيل تعطيهم صفة الانخراط والامتزاج في الوسط الذي جندوا لأجله، ليصبحوا أبناء البيئة المستهدفة دون لفت الأنظار بشكل بارز، بل تطورهم في المراكز الاجتماعية بشكل طبيعي ومتدرج وعبر الوقت الكافي، بحيث لا يثيرون أي شبهات لدى الأجهزة الأمنية «المعادية».
بريطانيا
وكان جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) قد نشر قبل فترة وجيزة، إعلاناً في موقعه على شبكة الإنترنت عن حاجته إلى «عملاء مراقبة متنقلين قادرين على الانخراط مع الجماهير في الحانات والنوادي الليلية وكرنفالات الشوارع» لمعرفة ما يدور فيها ومتابعة اشخاص بعينهم.
واشترط الجهاز على المتقدمين، «التمتع بآذان حادة لتمكينهم من التنصّت على المحادثات من مكان قريب»، وأن على المتقدمين التمتع بالقدرة على التحدث مع الأصدقاء والاستماع إلى محادثات الآخرين في الوقت نفسه في مكان قريب، والتقاط قصاصات من المعلومات.
ويشير موقع أمني مختص الى ان اجهزة المخابرات الغربية المختلفة تحرص على جذب المزيد من النساء وأبناء الأقليات العرقية، وخصوصاً الناطقين باللغة العربية والأوردية لتجنيدهم كعملاء لمصلحتها.
حرب الأدمغة الأمنية
تمثل تجربة المقاومة الفلسطينية في معركتها مع المخابرات الصهيونية واحدة من التجارب المهمة في عالم حرب الأدمغة و التجسس في التخفي والاندساس. وما شهدته صفوف المقاومة من اختراقات من قبل عملاء العدو مثلت ثغرات في تجربة المقاومة الأمنية إذ استطاع رجال الشاباك والموساد الوصول إلى أهداف داخل المقاومة لم يكن لهم ان يصلوا إليها لولا بعض العملاء الذين مثلوا أنهم جادون في مساعدة المقاومة أو الانضمام إليها بعد أن تلقوا توجيهات وتدريبات في هذا المضمار. وكانت المخابرات الصهيونية تجتهد في تجنيد عملاء لديهم المقدرة على تمثيل الوطنية، بالإضافة للقيام بأدوار تجار أو باعة متجولين أو سائقي سيارات أجرة.
بالمقابل، كان للمقاومة انجاز كبير- في حال مقارنتها بأجهزة الاستخبارات الصهيونية صاحبة الامكانات الضخمة- حيث استطاعت المقاومة القيام بمهمات أمنية نوعية ناجحة في التمثيل والاندساس بين صفوف المجتمع الأمني الصهيوني من خلال أفراد مدربين استطاعوا أن يتقنوا الدور المطلوب في سبيل الوصول إلى أهدافهم والحصول على معلومات مهمة.
وكانت جهات العدو قد جندت العشرات من العملاء في لبنان ودمشق وفلسطين، كان لهم الدور الأساسي في المعطيات والمعلومات وتنفيذ المهمات القذرة من تصفية واغتيالات وتسريب معلومات أمنية وسياسية وعسكرية واجتماعية وحتى اقتصادية، وان ما تشهده اليوم دمشق من أحداث دموية ومجازر يومية ترتكبها عصابات اجرامية بحق المدنيين والعسكريين ليست سوى ثمرة التجنيد للعملاء والعمل الأمني «الإسرائيلي» المنظم، بالاضافة إلى ما سبقه من عمليات قام بها عملاء عبر رصد وتنفيذ عمليات اغتيال كان أبرزها عملية اغتيال القائد في حزب الله الشهيد عماد مغنية، بالاضافة إلى «مسبحة» العملاء التي كرَّت في بيروت خلال العام الماضي.
في المقابل، استطاعت قوى المقاومة، في ظل معركة الأدمغة الأمنية والمواجهة الأمنية في كل لحظة، من تجنيد عدد كبير من العملاء لها داخل فلسطين المحتلة، وفي عمق الأجهزة الأمنية للكيان الغاصب، حيث استطاعت تجنيد عدد كبير من ضباط العدو وأجهزته الأمنية والعسكرية السياسية، استطاعت عبرهم الحصول على كم ضخم من المعلومات التي أدت عبر التكامل في كل أجهزة المقاومة إلى تحقيق الانتصارات التي حصلت في السنوات الماضية، والتي أدت أيضاً الى كشف شبكات الموساد وعملاء المخابرات الغربية وضباطها في دمشق، والتي كانت تقود عمليات عصابات ما يسمى «الجيش السوري الحر» ومن خلفها «المعارضة» السورية كاملةً.
وكشفت وثائق شركة ستراتفور الاستخباراتية المسربة، عن تجنيدها للعديد من العملاء في العالم كالمراسلين والصحافيين وموظفي شركات وغيرها، وزرع شبكة من الجواسيس حول العالم في الشركات والحكومات والسفارات عن طريق المال والجنس والضغط النفسي، ومن أسماء المخبرين للشركة في العالم، صحافيون ومستشارون عرب.
وقد وعد مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج أنه سينشر الحياة الخاصة والتفصيلية للجواسيس وكيف يكذبون على العالم، بالاضافة لكشف مراقبة شبكة «ستراتفور» الاستخباراتية للناشطين في العالم والمدونات ومسؤولي الشركات وتتبع تحركاتهم وحتى ملفاتهم الصحية.
وأكد أسانج أن «ستراتفور» تجند عشرات الصحافيين أو جواسيس على هيئة صحافيين، وتستعمل أساليب قذرة في التجنيد مثل الرشوة والفضائح الجنسية.
ومن أغرب ما كشفه مؤسس موقع «ويكيليكس» أن شركة «ستراتفور» الاستخباراتية تشتري المعلومات من موظفين في الحكومات وتعيد بيعها لحكومات أخرى ثم تعيد بيعها مرة أخرى.
أخطر الوثائق
وعمد المشرفون على ويكيليكس إلى نشر 194 وثيقة حتى الآن، من أصل خمسة ملايين سيتم نشرها تباعا في الأيام المقبلة، ومن أهم الوثائق التي تم تسريبها المتعلقة بشركة ستراتفور الاستخباراتية إلى الآن:
- وثيقة خطيرة من تسريبات ويكيليكس لشركة ستراتفور الاستخباراتية، توضح خطة هجوم العدو «الإسرائيلي» الغاصب على إيران في 48 ساعة وإسقاط النظام.
- وثيقة أخرى خطيرة تحتوي على تفاصيل الوضع الصحي لحسني مبارك والثورة المصرية والجيش والإخوان.
- وثيقة تكشف قيام بنوك أميركية بغسيل أموال لصالح منظمات المخدرات بـ70 مليار.
- وثيقة توضح أن الداعية الاميركي فيصل عبدالرؤوف يعمل مستشاراً للاستخبارات.
- وثيقة توضح أن الفيروس الالكتروني Stuxnet الذي أصاب الشبكة العنكبوتية الخاصة بمجمعات نووية إيرانية هو صناعة حكومية اميركية للتأثير في برنامج إيران النووي.
- وثيقة تكشف عن قيام «بنك واكوفيا» الاميركي بغسل المليارات لمصلحةعصابات مخدرات مكسيكية.
- وثيقة تكشف عن أن وزير الخارجية السويدي يعمل جاسوساً للحكومة الاميركية منذ 1970.
- وثيقة تحتوي على أسماء 15 جاسوساً صينياً يعملون لمصلحة شركة ستراتفور الاستخباراتية، داخل مؤسسات صينية.
- وثيقة توضح أنها تدفع لجواسيسها حول العالم عن طريق بنوك سويسرية وبطاقات مدفوعة لا يمكن تتبعها.
وأشار موقع ويكيليكس الى أنه سيتم نشر وثائق أخرى ستتضمن الأمور التالية:
- من عملاء -زبائن- شركة ستراتفور الاستخبارية، وزارة الدفاع السعودية وشركة أرامكو ومركز قطر المالي وقناة الجزيرة.
- من عملائها، وزارة الدفاع الاميركية وسلاح الطيران الاميركي والقوة الجوية الكندية والحرس الوطني النيوزيلندي.
- من عملاء شبكة ستراتفور، شركة بلاك ووتر المشهورة وجامعة فرجينيا في قطر.
- من عملائها، شركة أبل وسامسونج وسوني والعشرات من البنوك والسفارات والشركات الضخمة.
- من عملائها، شركة مايكروسوفت وانتل والشرطة الوطنية السويسرية.
عميل خاص!
وفي السياق نفسه، ذكر موقع المقاومة الأمني، أن أجهزة أمن المقاومة اعتقلت مؤخراً أحد العملاء «الخطيرين» الذي كانت مهمته الرئيسية متابعة وتقييم الأهداف التي يقصفها العدو اليهودي.
وقد أشارت التحقيقات التي نشرها موقع المقاومة الفلسطينية الأمني أن العميل «ي.و.» ارتبط مع العدو منذ العام 1998 وتم تكليفه بعدة مهام أبرزها كانت خلال انتفاضة الأقصى والحرب على قطاع غزة.
واعترف العميل أن المهمة الموكلة إاليه من قبل ضابط المخابرات «الاسرائيلي» المسؤول عنه كانت عبارة عن إعطاء الإحداثيات للعدو لتحديد الأهداف التي أقدمت طائرات العدو على قصفها، حيث كان يطلب منه التوجه بشكل سريع للأماكن التي يتم قصفها للتأكد من نجاح الضربات التي نفذتها طائرات العدو المقاتلة.
وحسب ما ذكر الموقع فقد أظهرت التحقيقات أن العميل «ي.و.» كان يعد تقرير أولي ميداني لضابط المخابرات عن حالة الهدف سواء كان بيتاً أم سيارة مستهدفة، أو غيرها، وعن نتائج الغارة ونتائجها من شهداء أو مصابين، موضحةً أنه كان يعد تقريراً أكثر تفصيلاً يتضمن أسماء وتفاصيل من كانوا داخل المكان المستهدف عبر جمع أحاديث الناس في المكان، إضافة لرصد الجهة التي تتوجه في الأيام التالية للمكان المستهدف.
واعترف العميل أنه رصد العديد من المواقع التابعة للمقاومة بعد قصفها من قبل قوات العدو المجرمة، إضافة لرفع تقرير مفصل عن عملية اغتيال قيادي عسكري كبير في المقاومة قبل عدة سنوات.
ولفتت التحقيقات إلى أن العميل «ي.و.» كُلف بعد الحرب على قطاع غزة بأيام قليلة برصد الأماكن البديلة للأجهزة الأمنية التي استهدفت خلال العدوان.
عملاء بأشكال مختلفة
من أبرز ميزات رجل الأمن والمخابرات، سرعته في التحول من حال لآخر ليكون قادراً على مواجهة كل الظروف الواقعة والمحتملة، وقدرته العالية على المواجهة باتزان وثبات خاصة في المواقف الخطرة والمعقدة، والمفاجئة.
في عالم الجاسوسية والمخابرات نجد أن عملية تجنيد عملاء وجواسيس سريين مسألة لا تعرف التوقف، وذلك نظراً لارتفاع مستوى التحديات القائمة والمقبلة، فهناك عدد من الأهداف تحتاج لمن ينجزها بهدوء دون أي اضطراب أو فزع بواسطة رجال أمنيين هم في حاجة للكثير للقيام بأدوار مختلفة لتحقيق الأهداف المعدة مسبقاً وفق الخطة المدروسة.
إذ يفضل رجال المخابرات في العالم تجنيد عملاء يمتلكون القدرة على التخفي والتمثيل تعطيهم صفة الانخراط والامتزاج في الوسط الذي جندوا لأجله، ليصبحوا أبناء البيئة المستهدفة دون لفت الأنظار بشكل بارز، بل تطورهم في المراكز الاجتماعية بشكل طبيعي ومتدرج وعبر الوقت الكافي، بحيث لا يثيرون أي شبهات لدى الأجهزة الأمنية «المعادية».
بريطانيا
وكان جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) قد نشر قبل فترة وجيزة، إعلاناً في موقعه على شبكة الإنترنت عن حاجته إلى «عملاء مراقبة متنقلين قادرين على الانخراط مع الجماهير في الحانات والنوادي الليلية وكرنفالات الشوارع» لمعرفة ما يدور فيها ومتابعة اشخاص بعينهم.
واشترط الجهاز على المتقدمين، «التمتع بآذان حادة لتمكينهم من التنصّت على المحادثات من مكان قريب»، وأن على المتقدمين التمتع بالقدرة على التحدث مع الأصدقاء والاستماع إلى محادثات الآخرين في الوقت نفسه في مكان قريب، والتقاط قصاصات من المعلومات.
ويشير موقع أمني مختص الى ان اجهزة المخابرات الغربية المختلفة تحرص على جذب المزيد من النساء وأبناء الأقليات العرقية، وخصوصاً الناطقين باللغة العربية والأوردية لتجنيدهم كعملاء لمصلحتها.
حرب الأدمغة الأمنية
تمثل تجربة المقاومة الفلسطينية في معركتها مع المخابرات الصهيونية واحدة من التجارب المهمة في عالم حرب الأدمغة و التجسس في التخفي والاندساس. وما شهدته صفوف المقاومة من اختراقات من قبل عملاء العدو مثلت ثغرات في تجربة المقاومة الأمنية إذ استطاع رجال الشاباك والموساد الوصول إلى أهداف داخل المقاومة لم يكن لهم ان يصلوا إليها لولا بعض العملاء الذين مثلوا أنهم جادون في مساعدة المقاومة أو الانضمام إليها بعد أن تلقوا توجيهات وتدريبات في هذا المضمار. وكانت المخابرات الصهيونية تجتهد في تجنيد عملاء لديهم المقدرة على تمثيل الوطنية، بالإضافة للقيام بأدوار تجار أو باعة متجولين أو سائقي سيارات أجرة.
بالمقابل، كان للمقاومة انجاز كبير- في حال مقارنتها بأجهزة الاستخبارات الصهيونية صاحبة الامكانات الضخمة- حيث استطاعت المقاومة القيام بمهمات أمنية نوعية ناجحة في التمثيل والاندساس بين صفوف المجتمع الأمني الصهيوني من خلال أفراد مدربين استطاعوا أن يتقنوا الدور المطلوب في سبيل الوصول إلى أهدافهم والحصول على معلومات مهمة.
وكانت جهات العدو قد جندت العشرات من العملاء في لبنان ودمشق وفلسطين، كان لهم الدور الأساسي في المعطيات والمعلومات وتنفيذ المهمات القذرة من تصفية واغتيالات وتسريب معلومات أمنية وسياسية وعسكرية واجتماعية وحتى اقتصادية، وان ما تشهده اليوم دمشق من أحداث دموية ومجازر يومية ترتكبها عصابات اجرامية بحق المدنيين والعسكريين ليست سوى ثمرة التجنيد للعملاء والعمل الأمني «الإسرائيلي» المنظم، بالاضافة إلى ما سبقه من عمليات قام بها عملاء عبر رصد وتنفيذ عمليات اغتيال كان أبرزها عملية اغتيال القائد في حزب الله الشهيد عماد مغنية، بالاضافة إلى «مسبحة» العملاء التي كرَّت في بيروت خلال العام الماضي.
في المقابل، استطاعت قوى المقاومة، في ظل معركة الأدمغة الأمنية والمواجهة الأمنية في كل لحظة، من تجنيد عدد كبير من العملاء لها داخل فلسطين المحتلة، وفي عمق الأجهزة الأمنية للكيان الغاصب، حيث استطاعت تجنيد عدد كبير من ضباط العدو وأجهزته الأمنية والعسكرية السياسية، استطاعت عبرهم الحصول على كم ضخم من المعلومات التي أدت عبر التكامل في كل أجهزة المقاومة إلى تحقيق الانتصارات التي حصلت في السنوات الماضية، والتي أدت أيضاً الى كشف شبكات الموساد وعملاء المخابرات الغربية وضباطها في دمشق، والتي كانت تقود عمليات عصابات ما يسمى «الجيش السوري الحر» ومن خلفها «المعارضة» السورية كاملةً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق