الصفحة الرئيسية » » ايران ساحة الحرب القادمة

ايران ساحة الحرب القادمة

إيران، هي الملف الأوحد في مباحثات نتنياهو رئيس الوزراء الأسرائيلي مع الرئيس الأميركي اوباما الإثنين في البيت الأبيض، فالجانبان متفقان على منع ايران من امتلاك السلاح النووي، والجانبان متفقان على إستخدام القوة العسكرية لمنع إيران من المضي في برنامجها وصولا لإنتاج سلاح نووي، لكن الخلاف بينهما ينحصر في توقيت إستخدام القوة، ففي الوقت الذي يحبذ الرئيس الأميركي اعطاء العقوبات فرصتها الزمنية لتفعل فعلها، كما فعلت فعلها مع كوريا الشمالية، يرى نتنياهو أن إسرائيل ليس بوسعها انتظار تأثير العقوبات، بحجة الخشية أن تصبح إيران في موقف لا يمكن معه وقف برنامجها النووي.
توقيت زيارة نتياهو الى واشنطن يؤكد المعلومات الإستخبارية المسربة التي تشير الى أن إسرائيل تعد لتوجيه ضربتها الى ايران شهر نيسان المقبل، فتصريحات وزير الدفاع الأميركي ليون بنيتا من أن إسرائيل لن تبلغ واشنطن بتوجيه ضربة الى إيران قبل تنفيذها، فيه إستباق للتملص من مسؤولية ما ستؤول اليه الأمور في المستقبل، وفيه ايضا تعبير صريح عن موقف المؤسسة العسكرية الأميركية المعارض للمشاركة في هكذا ضربة، لأنها ترى أنها قد أنهكت من حربين متزامنتين في كل من إفغانستان والعراق، ولم يعد من المصلحة الدخول في مغامرة ثالثة ستكون كلفتها أكبر على أمريكا والمنطقة والعالم.
نتنياهو يدرك موقف المؤسسة العسكرية، لكنه يدرك في ذات الوقت أن البيت الأبيض هو صاحب القرار الأول والأخير في ذلك، ويدرك أيضا أن اللوبي الصهيوني في واشنطن قادر على التأثير في قرارات البيت الأبيض، ودفع اوباما لإتخاذ القرار الذي تريده إسرائيل، ولنتنياهو تجارب كثيرة في هذا السياق؛ فأين ذهبت وعود اوباما بإنشاء دولة فلسطينية، ووقف الإستيطان، في وجه التعنت الإسرائيلي، الم يلحس اوباما كل وعوده كرمال عيون نتياهو، فما الذي يمنع أن يتراجع اوباما عن موقفه، وينحاز بالكامل لخيارات نتياهو المتسرعة بتوجيه ضربة الشهر المقبل.
الإنتخابات الإميركية على الأبواب، واوباما شأنه شأن بقية رؤساء الولايات المتحدة، لا هم له سوى التجديد لولايته في شهر تشرين ثاني المقبل، وهو يعلم أن قرار التجديد يتخذ في تل أبيب، والحالة هذه، ليس أمام اوباما سوى الموافقة على الطلب الإسرائيلي، وفي أحسن الأحوال تأجيل التنفيذ بضعة أشهر قليلة، لكن لا يمكن لنتياهو المماطلة أكثر حتى إنتهاء موعد التجديد، فلا تجديد له ما لم ينفذ مطالب تل أبيب، مما يعني أن الحرب واقعة لا محالة في شهر نيسان المقبل، أو بعده ببضعة أشهر قليلة.
نحن العرب لا تأثير لنا في أي قرار سيتخذ، مع أننا سنكون وقود هذه الحرب، لأن قسما كبيرا من مجرياتها سيتم على أراضينا أو عبرها، لوجود القواعد الأميركية في أكثر من بلد خليجي، ووجود اراضي ما تبقى من دول بين اسرائيل وإيران التي لن تدع وسيلة قادرة على إستخدامها للرد على أميركا وإسرائيل الا ستستخدمها، بدءا من صواريخها، وليس إنتهاء بكل صواريخ حلفائها.
فؤاد حسين
hussein.fuad@gmail.com
&

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أخترنا لك

تحميل فيلم ملك الرمال

الأكثر قرأة

الأرشيف