تمكّن الإنسان من العثور على العنبر واستغلاله منذ مئات السنين، فهو مادة غالية الثمن، فاستخدمه الإنسان في عدّة جوانب من أهمّها صناعة العطور، يُعرف العنبر باللغة الإنجليزيّة بـ"Spermaceti"، وكما يُطلق عليه مسميات أخرى غير العنبر، كناطف الحوت أو سبيرماسيتي، وهذه المادّة هي أحد أنواع الشّحوم التي يتم استخراجها من التجويف الرأسيّ لحوت العنبر، وهي بالأصل بلورات صلبة ذات لون أبيض تتّصف باللمعان والشمعيّة، ولكن تضاربت الأقاويل حول اختلاف لون العنبر، فمنهم من قال إنّه أسود أو أصفر أو أبيض، وهو مادة غير قابلة للذوبان في الماء، وتمتاز برائحتها العطريّة القويّة لكن لا طعم لها.
تُستخرج مادة العنبر العطريّة من أمعاء حوت العنبر، والذي يمتاز بضخامة رأسه نظراً لامتلائه بالزّيت والدّهن والشّحوم، ويصل طوله إلى نحو ستين قدماً، أمّا أنثاه فإنّ حجمها يبلغ نصف حجم الذكر، ويحصل حوت العنبر على غذائه من الكائنات الحيّة المحيطة به من الأحياء البحريّة والأسماك، ويُصاب حوت العنبر بتهيّج بالأمعاء فور تناوله هذه الكائنات، ليعاني من عسر هضم للغذاء، فتتكوّن مادة العنبر داخل جسده كطبقة حماية له من أذى ما تناوله، فيقذف الغذاء غير المهضوم، ومادة العنبر المتكوّنة في مياه البحر، ويلتقط الإنسان هذه المادة لينتفع بها في شتى نواحي الحياة.
تتكوّن مادة العنبر الموجودة في حوت العنبر من مادّة تسمّى "سيتيل بالميتات" أو حمض النخليك، وهو عبارة عن حمض دسم مشبع، يوجد في أجسام الحيوانات والنباتات، ويحمل صيغة كيميائيّة : C15H3COO-C16H33، وينصهر عند بلوغه درجة الغليان، وكما أنّه لا يذوب بسهولة في الكحول الباردة، وأكثر مواد تؤثّر في ذوبانه هي المذيبات العضويّة، وكما يحتوي على 25% من مادة Ambrein.
تُعتبر مادة العنبر مادة ذات أهميّة اقتصاديّة، ومن يعثر عليها يعدّ ذا حظ كبير نظراً لارتفاع ثمنها، ويُذكر بأنّ أكبر قطعة من العنبر تمّ التقاطها من مياه البحر قد بلغ وزنها مئتَين وثمانية وأربعين رطلاً، ووصل ثمنها إلى ثلاثة عشر ألف جنيه استرلينيّ، ويدخل في استخدامات متعدّدة في حياة الإنسان، منها:
علاج صداع الشقيقة، وبعض أمراض الدّماغ.
صناعة أرقى وأفخم أنواع العطور، فيمنحها الرائحة العطريّة طويلة المدى.
علاج الضعف الجنسيّ، والزيادة من القدرة الجنسيّة.
فاتح للشهيّة.
مساعد على زيادة الوزن.
معالج فعّال لآلام التهابات المفاصل.
طارد للغازات المعويّة.
دواء فعّال لأمراض المعدة، والكبد، والمثانة، والأمعاء.
علاج آلام الظهر، وأوجاع العصب والخدر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق