قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن العبادة لا تقتصر على رمضان دون غيره من الشهور، وإن كان "رمضان" أشد تذكيرًا للمُسلم بالجو المحيط فيه، لكن عبادة الله لا تنقطع أبدًا.
وأوضح «جمعة» في تصريح له، أن رمضان ما جاء إلا ليُذكر الناس بما يجب أن يكونوا عليه في جميع الأحوال؛ لأنه ما كان رمضان إلا بسبب إنزال القرآن فيه، لقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة:185).
وأضاف أنه حتى ليلة القدر ما صارت إلا بإنزال القرآن، والقرآن الذي من أجله صار رمضان رمضانًا ، قائم فينا محفوظ بحفظ الله لنا، ليظل يعمل القرآن فينا استقامة وخلقًا واستجابة وطاعة وتآلفًا ورحمة، وبدأ ويبقى على هذه الأمة بقاء هذا القرآن.
وتابع: وبيان القرآن من سنَّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فيفتن من يظن أن العبادة في رمضان دون غيره من الشهور، فعبادة الله لا تنقطع أبدًا، والاستجابة لأمر الله يجب أن تكون في كل حال، وتقوى الله التي جاء من أجلها ويحققها رمضان.
واستشهد بما جاء عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
ونبّه الذين يتصورون أن رمضان له خاصية خاصة ينفرد بها، بحيث يستقيم الإنسان خلاله، ثم يترك هذه الاستقامة إذا مضى رمضان، إلى أنه أمر بالغ الخطأ والإساءة، فالله يُعبد في جميع الأحوال.
0 التعليقات:
إرسال تعليق