هاجم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح لرئاسة الجمهورية، نظام الرئيس السابق حسني مبارك، الذي وصفه بأنه "فك ماكينة الوطن صامولة صامولة"، مضيفاً أنه يحمل مشروعاً إسلامياً تقدم به آلاف المثقفين في مصر القديمة والحديثة مثل رفاعة الطهطاوي وسعد زغلول ومصطفى كامل، إلا أن الحاسدين على المشروع الإسلامي تعمدوا تغييب تلك الرموز، مؤكداً أن مصر لن تكون نسخة من أية دولة أخرى.
وأضاف في المؤتمر الجماهيري الذي عقده حزب النور السلفي مساء أمس بميدان الشهداء بمحطة مصر بالإسكندرية لدعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية أن مصر لا يوجد بها علمانية متطرفة، كما أن هناك من الليبراليين الحريصين على صلواتهم، ويؤدون العمرة، موضحاً أن الليبرالية المصري لا تعني الحرية المطلقة كما تراها الليبرالية الغربية.
وندد أبو الفتوح بالاتهامات التي يلقيها البعض على غيرهم من الفصائل السياسية ومحاولة تكفيرهم، مشيراً إلى أنه لا يجوز لأي طرف أن يخرج الشعب عن دينه، ومؤكداً على أن ليس لأي كيان سلطاناً على أحد ولكن عليهم أن يقدموا العظة إليهم بالرأفة.
وانتقد من جهة أخرى وسائل الإعلام التي تمارس قصفاً إعلامياً على الشريعة الإسلامية بدعوة أنها ستقطع أيادي الشعب، موضحاً إن قطع يد السارق يتم تقييمه وفقا للكفاية، ألا وهي كفاية الغناء وليست كفاية الفقر، متعهداً بالحفاظ على كرامة المصري سواء في الداخل أو الخارج، فضلاً عن مراجعة إعادة النظر في معاهدة السلام مع إسرائيل، مشيراً إلى أن مصر تحتاج إلى سياسي يدرك التعامل مع الآخر وليس دبلوماسيا.
وشدد أبو الفتوح على أن العلماء لهم قدرهم والذي لا يجوز معه أن يكونوا جزءاً من السلطان أو يخضعون له، مؤكداً عل رغبته في عودة العافية للأزهر وان تكون المرجعية له في الدعوة ولكن بعد استرداد عافيته، وذلك حتى لا يمد شيخ الأزهر يده للحاكم فيتحكم فيه.
وأبدى الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، تمنيه وتوقعه بفوز أبو الفتوح في الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن تطبيق الشريعة هي أهم مكاسب دعم الدعوة السلفية لأبو الفتوح، مضيفاً أن الدعوة السلفية تتفق مع كل الإسلاميين في إمكانية البدء من الممكن، مبدياً اندهاشه من تشكك البعض في إسلامية أبو الفتوح، قائلاً: "إن لم يكن أبو الفتوح إسلامي فمن هو الإسلامي"، مشيراً إلى أنه سيواصل نقده لأبو الفتوح ليثبت أن الدعوة السلفية لا تقدس الأشخاص .
وأشار إلى أن البعض قد ظن أن تصدر الدعوة السلفية بياناً تعلن فيه تأييدها إلا أنها لم تفعل ذلك، معتبراً أن ذلك يعد تقصيراً من جانبها.
وأضاف الشحات أن في حالة عدم نجاح أبو الفتوح فسوف نعفيه من المسئولية ونتعاون مع كل شخص فيما نراه مصلحة لله والأمة، إلا أن الفرصة مازالت أمامه،و أنه يتمنى ويتوقع، خاصة بعد المناظرة مع عمرو موسى أن يكون الرئيس القادم هو أبو الفتوح.
وأكد على أن اقتناعه بأبو الفتوح ازداد بعد المناظرة، حيث قضى على خصمه بالضربة القاضية في المناظرة، بالرغم من محاولات خصمه زحزحته وجعل تطبيق الشريعة فزاعة، و قال عن نفسه: "أنا رجل الدولة "، وظهر من عبارته أن إيران دولة عربية وظن البعض انه ينم عن جهل ولكنه اضطرب أمام رجل الدولة الحقيقي، رافضاً عبارات البعض والتي تنادي بـ"ادي العيش لخبازه" وقال لن نعطي العيش لخبازه لأنه أكل الرغيف كله ولو كان أكل نصفه لما قامت الثورة".
وقال الداعية السلفي الشيخ ياسر برهامي إن قرار ترشيح أبو الفتوح بني على إدارة ثم مشاورة ثم تصويت مباشر للهيئة البرلمانية ثم العليا للحزب ومجلس الشورى العام للدعوة وكان 80 % من الأصوات لصالح أبو الفتوح من بين ثلاثة مرشحين إسلاميين، معلناً عن أن الشيخ محمد إسماعيل المقدم قد أعلن التزامه بقرار الدعوة السلفية بتأييد أبو الفتوح.
وتساءل عمن يحذرون من الليبرالية ويطلقون على أبو الفتوح أنه ليبرالي عن المقصود بمعنى الليبرالية، موضحا أنها إذا كان المقصود بها الحرية المطلقة بدون قيد من الشريعة فإنهم يبرئونه من ذلك، وإذا كانت في العلاقة بين الحاكم والمحكوم وعدم الاعتراف بتأليه الحكام أو ليس هناك استعباد.
وصرح بأن ليس هناك سيد مصر الأول فالسيد هو الله فكيف يكون هناك سيدة مصر الأولى.
ونفى أبو الفتوح نفياً قاطعاً أن يكون تأييد أبو الفتوح نتيجة لضغط المجلس العسكري، معتبراً أن ذلك يعد كذباً وزورا، مؤكدا على أن المجلس العسكري لم يتحدث إليهم ولم يحاول إقناعهم باختياره.
وقال الشيخ أحمد فريد-عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية بمصر – أن فتاة رأت أن السلفيين ركبوا حصاناً وطار بهم في الهواء وهذه إشارة إلى أن هذا الاختيار اختيار موفق، مضيفاً أنه أكثر المرشحين الـ14 بذلاً وعطاء، فهو جلس على الرصيف أثناء قصف غزة وعرض نفسه للقنابل من أجل نصرة غزة.
وأكد على أن الشريعة الإسلامية لا تتوقف على إقامة الحدود فقط، ولكن محاربة الشرك بجميع أنواعه والحض على إقامة العبادات والأخلاق من كرم وصدق وأمانة وتقوى فهناك من يريد حصر الشريعة في إقامة الحدود لتنفير الشعب منها، مشيراً إلى أن الأمة لن تعيش سعيدة كريمة ومجيدة إلا بإقامة الشريعة.
وأضاف الشيخ محمود عبد الحميد –عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية- أن أكثر من 4 آلاف إخواني تم فصلهم من الجماعة لأسباب لا يريد الخوض فيها، وأعلنت قياداتها تأييد أبو الفتوح، مشيراً إلى أن مشروع أبو الفتوح وطنياً ذو مرجعية إسلامية واجتماعياً ووطنية لأنه مرشح إسلامي عليه توافق وطني، مضيفاً أن السلفيين لا يريدون أن يكونوا شريحة منعزلة.
وأضاف انه كان يبحث عن قائد يقوم على خدمة الشعب لا أن يكون مستبداً ولا يقول أنا إلهكم الأعلى ولكن يقبل النقد البناء والمصحف كما يجده أبو الفتوح .
وأشاد نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور، بالدكتور أبو الفتوح ووصفه بأنه الأكثر أخلاقا ولا يرد الإساءة بالإساءة، متمنيا أن يتنازل حمدين صباحي وخالد علي له؛ لكن ليس للفلول؛ لأننا لا نريد أصحاب الدماء الزرقاء، و"سيحكمنا رجل نقول له السلام عليك أيها الأجير، وموظفا بدرجة رئيس جمهورية، مش عايزين اللي بيتعالى ويتعجرف علينا مثل عمرو موسى الذي كان يضع يديه في جيبه، فلا نريد المتعجرف".
وأضاف :"مصر القوية أكبر من كل "الجماعات" والأحزاب، مطالبًا أعضاء الدعوة السلفية بالسهر بجوار صناديق الانتخاب كما فعلوا من قبل في الانتخابات البرلمانية، متعهداً من جانبه بالإخلاص والعمل جنبا إلى جنب بجوار حملة أبو الفتوح والدعوة السلفية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق