قال مستشار وزارة التربية التركية، “يوسف تكين”، إن جميع المدارس التابعة لمنظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، باتت تقريبا تحت سيطرة الوزارة، حيث تم تنفيذ قرارات إغلاق صدرت بحق حوالي 800 مدرسة، كما وضعت العديد من المدارس تحت الوصاية.
وأوضح تكين، خلال استضافته على قناة “سي إن إن تورك” مساء الخميس، أن قرارات الإغلاق صدرت بعد عملية اتخذت فيها الإجراءات اللازمة مع تلك المدارس، بسبب اتهامها بالعمل ضد النظام الدستوري، مشيرا أن الوزارة بدأت نضالا ضد المنظمة الإرهابية، منذ عام 2013، مع العمل على تحويل “مراكز التحضير لدخول امتحانات الجامعة” إلى مدارس خاصة.
وأشار تكين، إلى أن الإجراءات التي اتخذت في ذلك الحين كانت في إطار القانون، مستطردا أن عملية مماثلة تتم الآن.
وقال تكين، إنه تم الأربعاء الماضي، إلغاء تصاريح عمل 21 ألفا، من أصل 27 ألف مدرس يعملون في المدارس التابعة للمنظمة، مؤكدا أنه لن يسمح لأحد بالترويج لمنظمات إرهابية ولأيديولجيات تلك المنظمات بين الأطفال الذين هم أمانة لدى الوزارة، لذلك سيتم إيقاف المدرسين الذين يثبت قيامهم بتلك الأعمال.
وفيما يتعلق بسد نقص المدرسين الذي قد ينجم عن ذلك، قال تكين، إنه “في حال موافقة الحكومة، ستتم الاستعانة بالمدرسين المتعاقدين”.
وردّا على سؤال حول إمكانية عودة المدرسين الذين تم إيقافهم، إلى العمل، قال تكين إن ذلك “لن يحدث قبل انتهاء التحقيقات”، مؤكدا أن الإجراءات القانونية هي الفيصل في هذا الأمر.
وفيما يتعلق بحوالي 138 ألف طالب كانوا يدرسون في تلك المدارس، قال تكين إن “بإمكانهم الانتقال إلى المدارس التابعة للوزارة”.
وأفاد أن الحكومة ستتخذ قرارات بخصوص مستقبل المدارس التي تم إغلاقها، قائلا إن تلك المدارس أسست بالثروة الوطنية لتركيا، وبإسهامات فاعلي الخير، ولا يقبل أحد بقائها مغلقة.
واعتبر تكين أن تأييد المنظمة للانقلابات، ومشاكلها مع النظام السياسي الاعتيادي، ليست جديدة، حيث أن هناك تصريحات لـ”غولن” تعتبر انقلاب 12 سبتمبر/ أيلول 1980 مشروعا ومقبولا، كما تعاونت المنظمة مع من حاولوا الانقلاب على الحكومة التركية في 28 فبراير/ شباط 1997.
وفي 12 سبتمبر/ أيلول 1980، شهدت تركيا، انقلابا عسكريا قاده رئيس الأركان التركي الأسبق “كنعان أفرين” مع مجوعة من الضباط، أعقبه إقالة الحكومة وإلغاء البرلمان والأحزاب السياسية، فضلا عن اعتقال عشرات الآلاف.
وأصدر مجلس الأمن القومي التركي في 28 شباط/ فبراير 1997 سلسلة قرارات، بضغوط من كبار قادة الجيش بدعوى حماية علمانية الدولة من الرجعية الدينية، ما تسبب في الإطاحة بالحكومة الإئتلافية التي كانت بزعامة “نجم الدين أربكان”، عن حزب الرفاه– الذي كان مستهدفا من قبل الجيش – و”تانسو شيلر” عن حزب الطريق القويم، واعتُبر التدخل العسكري وقتئذ، بمثابة انقلاب عسكري غير معلن (سمي بعد ذلك بانقلاب ما بعد الحداثة).
وتصف السلطات التركية منظمة “فتح الله غولن” – المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- بـ “الكيان الموازي”، وتتهمها بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش، والوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة مساء الجمعة الماضية.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة، ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة الماضي، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق